في سابقة هي الأولى من نوعها، أقامت السفارة الإسرائيلية في القاهرة في تكتم شديد ووسط إجراءات أمنية مشددة عرضا احتفاليا خاصا للفيلم الإسرائيلي "العرض الأخير", الذي كان مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قد رفض عرضه العام الماضي لأسباب سياسية.
وعرض الفيلم في قاعة صغيرة بأحد فنادق القاهرة مساء يوم الخميس الماضي لكن لم يكشف النقاب عن موعد العرض إلا اليوم فقط.
وهذه هي المرة الأولى التي يعرض فيها فيلم سينمائي إسرائيلى بشكل علني في مصر منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، كما أنها المرة الأولى أيضا التي تسمح فيها سلطات دولة عربية بعرض فيلم إسرائيلى على أراضيها على الرغم من المقاطعة الفنية والثقافية للدولة العبرية.
التطبيع عبر السينما
وطبقا لبيان صحفي وزعته السفارة الإسرائيلية في القاهرة وتلقت "العربية.نت" نسخة منه, فقد عبر شالوم كوهين السفير الإسرائيلى في القاهرة الذي يوشك على مغادرة منصبه, عقب العرض, عن سعادته بعرض فيلم إسرائيلى في القاهرة, معتبرا "أن المجال الثقافي يُشكل أحد أهم الوسائل للتقريب بين الشعوب. أحيانا يكون هذا المجال أهم حتى من المجال السياسي"، وشكر كوهين الحكومة المصرية على مساعدتها في عرض الفيلم في مصر.
وقالت شني كوبير زبيده, المتحدثة الرسمية باسم السفارة الإسرائيلية في القاهر إن عرض الفيلم في إطار النشاطات الثقافية الجارية التي تحييها السفارة الإسرائيلية، والتي وضعت نصب عينيها هدف التقريب ليس بين الحكومات فحسب بل بين الشعبين المصري والإسرائيلي أيضا.
قصة الفيلم
ويحكي الفيلم الذي أخرجه المخرج الإسرائيلى عران كوليرن، و بطولة الممثلين البارزين الإسرائيليين ساسون جاباي ورونيت إلكابيتز، و صالح بكري قصة فرقة موسيقية مصرية تقوم بزيارة إسرائيل للمشاركة في حفل افتتاح, لكن بسبب البيروقراطية وسوء الحظ فإنها تُجد نفسها عالقة في المطار دون أن يأت أحد لاستقبال أعضائها.
وبدلاً من أن يصل أعضاء الفرقة إلى وجهتهم المفترضة ونتيجة عدم معرفتهم للغة العبرية، ضل أفراد الفرقة الطريق إلى مدينة "بتاح تكفا" وتوجهوا إلى بلدة ريفية جنوبية اسمها "بيت هاتكفا"؛ وهي بلدة ليس لها أصل في الحقيقة تم اختراعها من قبل صانعي الفيلم.
وخلال مكوثهم في البلدة تَعرف الموسيقيون المصريون على الإسرائيليين و تغلبوا على الاختلافات الثقافية فيما بينهم.
ويرى النقاد أن الفيلم الذي تم إنتاجه بدعم من صندوق السينما الإسرائيلي، هو أحدث محاولة من الدولة العبرية لتطبيع علاقتها مع الدول العربية.
ولا يتحدث الفيلم عن الحروب التي خاضها الطرفان، حيث يتعامل المصريون مع الإسرائيليين بشكل عادي تمامًا طوال الفيلم الذي ينتهي بمشهد تعزف فيه الفرقة المصرية الأغاني والألحان عن الحب.
ومن خلال العلاقات التي تنشأ بين أفراد الفرقة من المصريين وبين صاحبة مطعم صغير علي الطريق، وبعض من شباب وشابات المدينة العاديين تدور الأحداث، حيث يقع توفيق "قائد الفرقة" والذي يمثل دوره الممثل الإسرائيلي ساسون جاباي في غرام صاحبة المطعم الإسرائيلي "دينا" والتي تجسد شخصيتها الممثلة الإسرائيلية رونيت القابيتس، حيث تنشأ بينهما علاقة حب لكنها لم تتطور لأكثر من ذلك.
.
كما تظهر البطلة وهي تتحدث عن أنها تعلمت الحب من الأفلام المصرية التي كانت تعرض كل يوم جمعة على التليفزيون، وتؤدي إلى خلو الشوارع من المارة، حيث يجلس الغالبية لمشاهدتها في بيوتهم، وتذكر بالاسم الفنانين المعروفين فاتن حمامة وعمر الشريف.