ما زال شهود القاهرة" يتوافدون على مقر
الشروق للإدلاء بشهاداتهم حول ما قام به الأمن المصري من اعتداءات على
العلم الوطني والمضايقات التي طالت البعثة الجزائرية من الأنصار واللاعبين
والإعلاميين. بعض المناصرين القادمين على متن الطائرة الإيطالية التي حطت
ليلة أمس بمطار هواري بومدين الدولي كانوا وما يزالون تحت الصدمة والذهول
الذي تملكهم وهم لا يصدقون بأنهم وصلوا إلى أرض الوطن أحياء، بعضهم خر
ساجدا على تراب الجزائر والبعض بكى لرؤية الأجواء الجزائرية.
"عدنا
من غوانتنامو.. حتى اليهود لم يفعلوا في غزة ما فعله المصريون فينا" بهذه
العبارات التي تعبر عن هول ما شاهدوه هناك بادر فريد زعبوب العائد أمس من
القاهرة وهو يروي بمرارة "وقائع الليلة السوداء التي ستبقى لا محالة وصمة
عار على جبين الفراعنة". البداية كانت منذ وصولنا إلى ملعب القاهرة الذي
احتجزنا فيه من التاسعة صباحا إلى الواحدة ليلا وعلى امتداد طريق الملعب
تم تكثيف الحواجز المصرية لرجال الأمن الذين كانوا يفتشون الجزائريين
بطريقة مهينة ومستفزة لدرجة أنهم عروا نساءنا أمام الرجال المصريين في
أساليب استعراضية مهينة لحرمة الجزائريات وحرمة العلم الجزائري الذي داسته
أرجل بعض من رجال الشرطة المصريين الذين صادروا الولاعات التي حملت شعار
الأعلام الوطنية وتم تحطيمها بأرجل الشرطة وهم بالزي الرسمي".
فريد
زعبوب الذي كان من ضمن نزلاء فندق أوريزون بشارع الهرم يضيف من حسن حظنا
أن مالك الفندق كان سعوديا يكن تقديرا خاصا للجزائريين والجزائر التي
عرفها عن طريق خاله الفلسطيني ولهذا قام مدير الفندق بتوفير الأمن لنزلائه
الجزائريين ومرافقتهم إلى غاية المطار.
من
جهته رشيد بن رابح صاحب قاعة الشاي "الجوهرة" باب الزوار يروي ما كان
شاهدا عليه بحالة من الذهول "احتجزونا في الملعب من التاسعة إلى غاية
الواحدة صباحا مع العلم أن أنصار المنتخب الوطني أبدوا سلوكا حضاريا
ورياضيا 100 في المائة رغم التصفير المتكرر على النشيد الوطني وقيام
الجمهور المصري برشق الملعب بالألعاب النارية وهي الأمور الممنوعة في
قوانين الفيفا". زيادة على ذلك يؤكد رشيد بن رابح أن المصريين عمدوا لوضع
مكبرات الصوت مباشرة أمام شباك قواوي لإزعاجه، وحتى في الشوط الثاني بعد
تغيير جهة اللعب غيروا معها مكبر الصوت لمواصلة إزعاج حارس الفريق
الجزائري.
وأكد
رشيد" الحمد لله أن صايفي ضيّع الهدف وإلا كانت الكارثة أكبر لأن الجماهير
المصرية كانت متحفزة لغزو الملعب في أي لحظة، وهذا بتواطؤ من أفراد الشرطة
المصرية وحتى سائقي الحافلات التي كانت تقل جزائريين كانوا يتعمدون تخفيظ
السرعة لتمكين الأنصار المصريين من التعرض للجزائريين".
أما
في مطار القاهرة فتلك حكاية أخرى عندما أقدم المصريون على احتجاز
المناصرين وسرقة هواتفهم النقالة والكاميرات التي كانت تحمل أدلة الجريمة
المصرية وغادرت الطائرة الجزائرية تحت استفزازات المصريين الذين واصلوا
محاصرة الجزائريين بجحيمهم إلى غاية آخر شبر منها وختم المتحدث شهادته
بتوجيه نداء للتنسيق بين مصالح السفارة الجزائرية في القاهرة والخطوط
الجوية الجزائرية لإجلاء الجزائريين الذين تواصل القاهرة احتجازهم إلى
الآن بعذر عدم وجود رحالات مبرمجة إلى الجزائر من اليوم إلى غاية يوم
الخميس وهذا ما قد يعرض الجزائريون الباقون هناك للخطر تحسبا لنتيجة
المقابلة الفاصلة للخضر هذا الأربعاء بالخرطوم، وأكد فريد زعبوب وعلامات
الصدمة بادية على وجهه"هذه أول مرة وآخر مرة أزور فيها مصر هاذو مستحيل
يكونوا عباد".