عاشت امتثال حياة صعبة، عانت فيها من شك وغيرة زوجها سلمان الذي كان يتعامل معها بقسوة غير طبيعية، فهو يشكك بنسب ابنائه، ويمنعها من مغادرة البيت لأي سبب، ولما ذهبت يوما الى منزل أهلها كي تشاركهم الفرحة بحفل تخريج شقيقها، واتصلت به من هناك كي تخبره، هددها بحرق البيت وحرقها ان هي رجعت الى البيت، لكنها لم تأخذ تهديداته على محمل الجد، وعادت الى البيت. عاد سلمان الى البيت ليلا، ولم يوجه لها اية كلمة، فظنت هي ان الأمور «سارت على خير» لكنه في الصباح، هجم عليها واحكم قبضته حول عنقها حتى فارقت الحياة، ولم يكتف بذلك بل خنق طفله الصغير، الذي لم يستغرق وقتا طويلا حتى لفظ أنفاسه. وبدم بارد، اشترى فأسا ومجرفة وحفر لهما حفرتين قرب درج المنزل، ودفنهما وكأن شيئا لم يكن. ثم حمل نفسه وذهب الى بيت أهلها وهو يحمل اكياس الحليب لطفله الصغير، وبدأ يسأل عن زوجته وابنه، ويصيح ويقول انهما لم يعودا الى المنزل، ويبدي مخاوف من ان يكونا قد خطفا او جرى لهما شيء.. لقد اظهر خوفا وفزعا كبيرين، وشارك أهل زوجته في البحث عنهما والتبليغ عند الجهات الرسمية، والنتيجة ..لاشيء!
ظل اياما وايام يوهم الآخرين بالهلع على زوجته وابنه، وبالبحث عنهما..لكن المفاجأة والأغرب من الخيال هو ما جرى مع شقيقة امتثال التي فزعت في نومها من حلم تقشعر له الأبدان .. فقد جاءت امتثال اليها في الحلم لتقول لها ان زوجها سلمان قتلها وانها مدفونة تحت الدرج». وابلغت الفتاة امها بالحلم فذهبتا الى المنزل في غياب سلمان، فاشتمت الأم رائحة كريهة تنبعث من تحت الدرج ولما سارت فوق التراب، احست بكتل طرية تحت قدميها.. وعندما نبشت التراب وجدت جثة امتثال وابنها، فاخذت تصرخ فزعا وتجمهر الناس من حولها ... ثم استدعت شقيقها، وبعدها قامت الأخت بالاتصال بزوج اختها طالبة منه المجيء دون ان تصرح له بما تم اكتشافه وعندها.. لم يستطع ان ينكر فعلته، خاصة وأن الأدلة بائنة أمام الجميع، واعترف سلمان بجريمته البشعة بعد ان ألقت الشرطة القبض عليه. وكان حكم محكمة الجنايات الكبرى الأردنية الاعدام شنقا حتى الموت بعد ادانته بجريمة القتل العمد، مع العلم أن الحكم قابل للتمييز، ومميز بحكم القانون.