أبوعبدو عضو جديد
عدد المساهمات : 19 نقاط : 51 تاريخ التسجيل : 28/05/2010
| موضوع: ما هو مقام النبوة والعصمة الجمعة مايو 28, 2010 3:40 am | |
| ما هو مقام النبوة والعصمة
حوار ساخن بين عالم مسلم ومستشرق غربي من ثنايا علوم العلامة الإنساني محمد أمين شيخو
لبالغ الأسى: لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود
هذه الإشراقات العلمية المذهلة التي أتحفنا بها علامتنا الجليل في هذا البحث بما عجزت عنه الأوائل وكافة أئمتنا الفطاحل, رداً على حطام دسوس جهنمية حيكت من أوهى من خيط العنكبوت, والتي وعلى الرغم من سخافتها انطلت على عقول المقلدين الساذجين حتى نهاية القرن العشرين فأخذت تأكل قلوب المسلمين كما تأكل النيران الحطب. إشراقات هي غيض من فيض فيوضات الفضل الإلهي على سيد المرسلين والعالمين وجانب ليس يضيق من حقائق هذا السيد الكريم محمد عليه الصلاة والسلام في أفلاك سموات عروجه العلية عن مستويات الداسين الخبثاء في دنياهم الدنية. ومن هو الآية الكبرى لمعتبر ومن هو النعمة العظمى لمغتنم فشأن من تعرف إليه صلى الله عليه وآله وسلم بسلوك طريق إبراهيم صلى الله عليه وآله وسلم تحقيقا التقى به كنزا جوهراً ينتشله بالشفاعة بدنياه من وديان الفقر والانحطاط والعوز إلى مرابع قصور أسماء الله تعالى الحسنى لجنات نعيم تتخطى تتالي أحقاب الأزمان لتجمعه بماضٍ أزلي مجيد مع مستقبل أخروي منير رغيد بسلام أبدي وأمان مع سادة العالمين في جناتهم السرمدية بموكب صحبهم تحت اللواء المحمدي ناشرين أنوار الفضل الإلهي الأحمدي من ربه, هازمي تعقيدات الداسين والمقلدين من تاريخ العرب والمسلمين. تاريخ الإنسانية المجيد في مقعد صدق عند مليك مقتدر. ـ المستشرق الغربي: أخي العالم المسلم قد تبين لي من سماعي لبحثي الحجاب وتعدد الزوجات في دينكم أن الإسلام دين قوي متين مترابط بقانونه الذي سنه, فهو رحمة للبشر وفيه أرقى تربية نفسية للنفوس, كما بينه العلامة الكبير محمد أمين شيخو مستنداً إلى كتاب الله وحده وهو القرآن وما وافقه, وبذا انتفت الصورة الهمجية التي وصم الجهلة من المسلمين دينكم بها أخذاً عن الزنادقة المجرمين أرباب الدسوس الإسرائيلية ولكن يا أخي هل صحيح أن محمد بن عبد الله أخطأ بقضايا كثيرة بنية حسنة فعاتبه ربه وصحح له خطأه, ومنها أخطاء قد تصل بالشرك كما بقضية الغرانيق وغيرها؟. ـ العالم المسلم: أخي الباحث إن عدم معرفة الإنسان بمقام النبوة وما ينشأ عنه من العصمة قد يجر الإنسان إلى الاعتقاد بإمكان وقوع الخطأ من الأنبياء زعماً منه أن الأنبياء كغيرهم من الرجال, وقد يتفاقم به الأمر فينسب لهم الخطأ ويسعى في تأويل أعمالهم العالية بما لا يليق بشرف مقامهم ومكانتهم وفي ذلك ما فيه من تباعد النفس عنهم والحرمان من محبتهم وتقديرهم والله تعالى يقول في حق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : {فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} سورة الأعراف (157). ـ المستشرق الغربي: رجاءً ما هو مقام النبوة والعصمة التي تنشأ عنه, فإني أتوق إلى سماعها؟. ـ العالم المسلم: يا أيها السيد الكريم لك ما تريد ولك الحق فيما تسأل, بل وعين الكمال التعلُّم والسؤال, فمن الواجب علي أن أبين لك معنى النبوة فإذا عرفت ذلك استطعت أن تقر بعصمة الأنبياء جميعاً, وعدم وقوع خطأ منهم في أي حال من الأحوال..لا سيدنا محمد فحسب, بل كلهم جميعاً معصومون عن ارتكاب الكبائر والصغائر وكافة الأخطاء فهم دوماً على صواب وليس عليهم أمر يعاب كلهم كاملون مكمَّلون. وقد بين هذه العصمة العلامة الجليل محمد أمين شيخو بكتاب عصمة الأنبياء بتفصيلاتها السامية العلية الملبوسة على كل نبي وأعود لأبين بادئ ذي بدء التقوى: وهي مشاهدة النفس المقبلة على الله ورؤيتها بذلك النور الإلهي الذي اكتسبته بقلبها منه تعالى بواسطة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فترى به الخير من الشر والحق من الباطل. فالنور الإلهي يكشف للنفس عما في الأمور المحرمة أو المنهيات من شر فتتقيها بعداً عن أذاها وضررها, كما أن ذلك النور الإلهي يكشف أيضاً للنفس عما في الأوامر الإلهية من الخيرات فتسارع إليها رغبةً بها فتتقي تركها لما ترى في الترك من الحرمان والخسارة المحدقة. ثم إن التقوى وإن شئت فقل هذه الاستنارة بنور الله على درجات، فكلما كانت صلة النفس بربها أعظم وكلما كان إقبالها عليه تعالى أشد وأدوم كان نورها أكثر إضاءة لها وكشفاً وكانت رؤيتها أعظم وضوحاً وكيف يخطئ من في الضحى يتطلع! ـ المستشرق الغربي: وا أسفاه على البشرية المساكين فكافة علماء الدين وأرباب اللغة لا يفهمون من كلمة (التقوى) الوردة في القرآن الكريم إلا كلمة (الوقاية), أي اتقى شيئاً بشيء مجرد ألفاظ لغوية ميتة لا معاني ضمنها, فالحقيقة أنه في هذا الزمان لم يبق من القرآن إلا رسمه ولولا هذه الشروح لتم هجر القرآن لعدم فهم معانيه السامية, فهل ثمة مثال لإيضاح التقوى من فضلك, ذلك لأن الله تعالى يكرر ويؤكد على التقوى "لا شك لأنها ثقيلة بالميزان". ـ العالم المسلم: يا أخي مثل التقوى بالنسبة للمؤمن ذي الإقبال العظيم المتواصل على حضرة الله كمثل مصباح بين يديه شديد التوقُّد مستمر الاشتعال قوي النور والإشعاع في ليل أليل بهيم رهيب يرى به طريقه فيتقي به الوقوع في المهالك ويختار السبيل الواضح الأيسر للنجاة وللخير والسعادة. ـ المستشرق الغربي: لطفاً كيف تكون التقوى في الأنبياء إذاً؟. ـ العالم المسلم: سؤال عظيم, هذا عن التقوى لدى مؤمن قوي فكيف تكون في النبيين, أو هل ثمة مقارنة بين نبي ومؤمن!..بالطبع لا, لذا أقول: بما أن الأنبياء وصلوا في معرفتهم وحبهم لربهم إلى حال شاهدوا فيه كمال الله تعالى مشاهدة فاقوا بها مشاهدات البشر جميعاً, لذلك كانت نفوسهم دوما شاخصة ببصيرتها إلى خالقها مستغرقة في نعيم تلك المشاهدة لا تبغي عنها حولاً ولا ترضى عنها ببديل فكانوا بذلك أهلاً لأن يصطفيهم الله تعالى لتلقي رسالاته وجديرين بأن يكونوا هداةً لعباده. وفي الحديث الشريف: [نحن معاشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا]. (أخرجه ابن سعد في الطبقات 1/136 عن عطاء). فإذا عرفنا أن هذا حال الأنبياء استطعنا أن ندرك دوام استنارة قلوبهم بنور خالقهم وأن نعرف أن صاحب هذا المقام دوماً على نور وهدى من ربه, فأبداً لا يخطئ ومن هنا العصمة. ـ المستشرق الغربي: عفواً إنها فرصة عمري النادرة التي أحظى بكنوز المعرفة العليا هذه ولك شكري فما معنى كلمة (نبي)؟. ـ العالم المسلم: كلمة (النبي) تعني المتنبئ بالحق, فلا يمكن أن يفعل فعلاً أو يقول قولاً أو يخاطب إنساناً أو يمازح أحداً كما لا ينزل منزلاً حربياً ولا يسلك طريقاً إلا وقد ظهر له بنور الله الفعل المناسب والقول أو الخطاب اللازم والمنزل الحربي أو الطريق الملائم فالله دوماً هاديه ودليله وهو أبداً وليه وحبيبه إلى ذلك أشارت الآيات الكريمة في قوله تعالى: {اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ} سورة البقرة (257).صدق الله العظيم, فكيف بالنبيين, فهو وليهم ودليلهم ومرشدهم فهم الذين {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} سورة الأنبياء (27). وهم الذين لم ينقطعوا عنه جل وعلا طرفة عين فلا ظلمة في أنفسهم, بل عصمت بإقبالها الدائم على ربها من كل معصية وتتجلى فيها الطهارة بأجلى معانيها حيث لم تتلوث نفوسهم من هذه الدنيا أبداً, لذا قاموا بما قاموا به من جليل الأعمال ففتحوا الطريق لكل إنسان للسير في طريق الفضيلة والكمال فهم المثل الأعلى لنحذو حذوه والقدوة المثلى لنقتدي بهم, وإلى ذلك أشار تعالى باتّكال سيد الخلق محمد صلى الله عليه وآله وسلم في موقفه الذي وقفه تجاه قريش وحيداً يتحداهم جميعاً: {قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ}: لا تستطيعون مسي بأذى فحاولوا وكادوا وما كيدهم إلا في تباب أمام سيد الأبطال يتحداهم, فعجزوا وجبنوا وخارت عزائمهم أمام جبل بشري شامخ عظيم منير, ولكن لم ير صلى الله عليه وآله وسلم لنفسه حولاً أو قوة فهو يتكل على الله وليه. ويكمل صلى الله عليه وآله وسلم قوله: {إِنَّ وَلِيِّـيَ اللّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ} سورة الأعراف (196). ففي هذه الآية اعتماد من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على الله بأنه هو الفعال وحده وأنه صلى الله عليه وآله وسلم طاهر لا يمكن لأحد أن يتسلط عليه, فلا خلل ولا خطأ وقع منه حتى يتسلط عليه أحد, وكذلك كل من سلك سبل الهداية فإن الله مؤيده وناصره ضد الباطل وأهله. ـ المستشرق الغربي: مهلاً علي فلقد قرأت في كتب دينكم قصصاً وروايات تدل على إمكان وقوع أخطاء من الرسول في أقواله وأفعاله في كل ما لم يوح إليه فيه وحي, فيقولون أن له العصمة فيما أرسل به للناس, أي بما يخبر به عن الله من الوحي..وما وراء الرسالة له حكم الإنسان المجتهد فيما أتى من قول أو فعل فقد يقع منه قصد الشيء يريد به وجه الله تعالى فيوافق خلاف مراد الله ولذلك لا يقره الله على ذلك أصلاً, بل ينبهه إلى ذلك إثر وقوعه منه ويظهره لعباده..فما قولكم في ذلك أيها العالم الإنساني؟. ـ العالم المسلم: لقد جهلت هذه الطائفة مقام النبوة, بل مقام سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فحسبوه رجلاً كغيره من الرجال فلم يعرفوا قدره, بل وزعموا وقوع أخطاء منه, وما هذه الأقوال إلا معتقدات جماعة من المتقدمين أخذتها طائفة من المتأخرين وبنوا عليها نظريات وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً, ولو أنهم عرفوا مقام النبوة كما ذكرت لك وما ينشأ عنها من العصمة لما أخطأوا في تفكيرهم ذلك الخطأ البعيد, بل لو سلكوا طريق الإيمان لاستنارت قلوبهم وتحلَّت نفوسهم بالكمال فعرفوا أهل الكمال ولا يعرف أهل الكمال إلا أهل الكمال, ولما وقعوا فيما وقعوا به من الانحراف الذي يحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم. فهم يزعمون أن الرسول قد يقع منه الخطأ فيما لم يوح إليه فيه وحي, ثم إن الله تعالى لا يقر رسوله على ذلك ويصحح له خطأه ويظهره لعباده كما تفضلت. وبنظرة واحدة إلى هذا الزعم يظهر خطأهم فيما بنوا أقوالهم عليه, فإذا كان الإيمان الصحيح يقرر أنه لا يستطيع أحد في هذا الكون أن يقوم بحركة أو يتكلم بكلمة أو يطرف طرفة إلا بعلم الله تعالى ومن بعد إذنه فكيف يقع الخطأ ممن اختاره الله تعالى مبلغاً لرسالاته, وخليفة له على خلقه؟َ!. ومن هو الأسوة المثلى لنقتدي به!. ـ المستشرق الغربي: كلي آذان صاغية فأتمم بوركت خيراً. ـ العالم المسلم: فيا طالب الحقيقة أقول لك: إن التصديق بهذا معناه أحد أمرين: أولاً: فإما أن الله تعالى ليس بعليم ولذلك يقع الخطأ من الرسول ثم يصل ذلك إلى علم الله تعالى فيصححه له. ثانياً: وإما أن الله تعالى مع علمه بمجريات الخطأ يترك رسوله يخطئ, ثم يبين خطأه للناس وليس لذلك من معنى إلا فضيحته والحط من شأن الرسول وإضعاف اعتماد الناس عليه فيما يأتيهم به عن الله, وتعالى الله عن أن يرسل رسولاً للناس يبلغهم رسالاته ويجعله هادياً لهم وقدوة ودليلاً ثم يُظهر لهم خطأه ليضعف مكانته في نفوسهم ويوقع الشك به في قلوبهم, لذا فلا يطيعوا هذا الرسول لظنهم النقص فيه وقد جبلت النفوس على حب الكمال, فبعدم طاعتهم له لا يطيعون الله فهل في زعمهم أي منطق يرضى به عاقل؟!. هذا لا يمكن .. فالله أعلم حيث يضع رسالته. ـ المستشرق الغربي: أنا آمنت بقولك العالي الرفيع فهو المنطق السليم والذي أوصى به رسولكم بقوله: [إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فإن وافقه فهو مني، وما خالفه فليس عني]. وفي رواية: [اعرضوا حديثي على كتاب الله، فإن وافقه فهو مني وأنا قلته] . الجامع الصغير (1165)، رواه الطبراني. [إن على كل حق حقيقة وعلى كل صواب نوراً, فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه]. فهل ثمة أي دليل أو قول يثبت لي كلامك بما لا يقبل الجدل فيه من القرآن الكريم على عدم إمكانية وقوع أخطاء من الرسول!؟. ـ العالم المسلم: حقاً لقد شرحت صدري بطلبك هذا, فقرآننا هو الكتاب الوحيد لدينا المضمون والذي قال فيه الله تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} سورة الحجر (9). فهو محفوظ من الدس فيه أو التغيير وهو لنا مركب النجاة الوحيد في خضم هذا البحر المتلاطم من التناقضات من الأقوال والآراء والأفكار المتضاربة وأقول: إن ما تقره الآيات الكريمة مبينة مكانة الرسول العالية ووجوب طاعته, كما في قوله تعالى في سورة الأحزاب (56): {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}: والمراد بكلمة {وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}: أي اخضعوا لأوامره الخضوع التام. وأيضاً قال تعالى في سورة النساء (65): {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}: فلو أنه يخطئ لما منحه تعالى هذه الصلاحية المطلقة وأمرنا بالاستسلام له ولبلاغاته الحسنة لمن يرجو لقاء الله واليوم الآخر، ونحن نسلم بما جاءنا به تسليماً تاماً أنه عن الله تعالى. وقوله تعالى في سورة النساء (80): {مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ}: لأنه صلى الله عليه وآله وسلم مبلغ كلام الله لخلقه. كذلك قال تعالى بسورة النجم: {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}: فهو صلى الله عليه وآله وسلم لا يتكلم حرفاً أو ينطق كلمة إلا بالله وبرضاه وإذنه وعن شهود واستنارة من الله تعالى, فهو وحي يوحى لا انقطاع له عن الله أبداً, ومن قوله الشريف: [والذي نفس محمد بيده]: لنفهم أن كل كلامه وأعماله بوحي من الله, فكان اسمه {المدثر}: أي أنه دثر نفسه الشريفة ومواهبه وطاقاته وكافة شهواته وملكاته وكل ما أوتي بالله وحباً بالله وفناءً وبقاءً به تعالى. ـ المستشرق الغربي: كأنك تنقلني بكلامك هذا إلى عالم سماوي عالي رفيع بمعان عالية لم يؤوِّلها المفسرون من قبل فأتمم جزيت خيراً. ـ العالم المسلم: ورد في القرآن الكريم عن سيدنا عيسى ين مريم عليه السلام مبيناً أنه ورسول الله والرسل كافة لا يعملون عملاً ولا يقولون قولاً إلا بأمر الله تعالى وموافقته وذلك ما أشارت إليه الآية الكريمة بسورتهم سورة الأنبياء (26ـ 27) في قوله تعالى: {وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ، لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ}. ولا تحسبن أنني أستطيع في هذا الوجيز الموجز أن أتحدث لك عما بدا من هذا الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم, من التضحيات الكبيرة وما قام به من الأعمال الجليلة في سبيل إقالة عثرات الإنسانية المعذبة والأخذ بيدها إلى مناهل الخير والسعادة, ويعجز القلم والبيان أن يحيط بما انطوى عليه قلبه الرحيم صلى الله عليه وآله وسلم من رأفة ورحمة وإخلاص وتفان وحرصٍ على إنقاذ هذا الإنسان أياً كان وهدايته إلى منابع الحق وسبل الخير والسلام والإيمان. والحمد لله رب العالمين هذه الحقائق أجاب عنها فضيلة العلامة الكبير محمد أمين شيخو
| |
|